السعي نحو التوزان وأمة الدوبامين

السعي نحو التوزان أمة الدوبامين 

أمة الدوبامين

مع التقدم السريع في عالم التكنولوجيا والمعرفة ،أوجد نوع من الإدمان الجديد وهو إدمان وسائل التواصل الإجتماعي (انستجرام ،فيسبوك،توتير وغيره من التطبيقات) نضيع الساعات من أيامنا ونهدرأوقتنا و طاقتنا وبالتالي التاثير بالسلب علي مستوي الإنتاجية ،وإدمامن التيك توك ومشاهدة المقاطع القصيرة، والتي هي مزيج من التسلية الرخصية والذي يؤدي في النهاية ألي ضعف في التركيز.

1-شعوب مدمنة


لو لاحظت شئيا واحد بين كل هذه الأنواع من الإدمان هو اشتراك شئ واحد ألا وهو توافر المادة الإدمانية بشكل كبير والوصول اليها أصبح في غاية السهولة .
المحتوي الإباحي مثلا متاح بوفرة وبشكل مجاني تماما ، ولكن في  العصر الماضي نادر بل من المستحيل أن يشهد هذا الإنتشار السريع في ظل عدم وجود الأنترنت .
في الواقع بعض الفيدهوهات التي يتم نشرها الأن عل تيك توك وانستجرام علي العلن وبدون استحياء هي فعلا نفس المحتوي الذي كان يتم تدوادله في الخفاء منذ 15عاما مضت مثلا...علي الأقل في المجتمع الإسلامي .
الهاتف المحمول المتصل بالإنترنت سبب انتشار كثير من أنواع الإدمان ولهذا سمته المؤلفة بجرعة الأدمان العصرية لانه هو الباب الرئسي لكثير من أنواع الإدمان التي تمر لمخك بوفرة وبغزارة .
وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )...
وصدق من قال ..نفسك إن لم تشغلها بالحق ..شغلتك بالباطل ..


2-الدوبامين والصحة العقلية


الدوبامين من  أحد  النواقل العصبية التى تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم المكافآت حيث إن تفاعلنا المستمر مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يزيد من مستويات الدوبامين  مما يعزز الشعور بالسعادة ولكن  هذا الاعتماد المفرط على المكافآت الفورية قد يؤدي إلى عواقب سلبية على صحتنا العقلية والجسدية.،حيث يتسبب الاستهلاك المفرط للدوبامين في تقليل قدرتنا على الشعور بالسعادة من الأنشطة البسيطة والعلاقات الإنسانية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهورالاكتئاب والشعور بالعزلة. 


لتعزيز صحتنا الجسدية والعقلية  وجودة حياتنا، يقترح الكتاب تبني استراتيجيات للتعام مع هذه التحديات وتحقيق التوازن بين البحث عن المتع وقدرتنا على التحمل والتكيف مع المشاكل. أحد هذه الاستراتيجيات:


  1. 1-وضع حدود للتعامل مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي:
  2. تحدد الوقت الذي نقضيه  على الأجهزة الإلكترونية وتحديد فترات للراحة مع وجود أوقات مخصصة بدون هاتف لكي تحصل علي الابتعاد عن المكافآت الفورية.

  3. 2-‘عرف من حولك بشي من التفصيل:
  4.  في ظل وجود الإنترنت قل  الوقت والجهد لبناء علاقات قوية ومستدامة مع الأصدقاء والعائلة والمجتمع.

  5. 3-ممارسة الرياضة :
  6. هذا ليس مجرد كلام عابر فهي تعزز صحة الجسم والعقل من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والاستمتاع بالأنشطة التي تشجع على التفاعل الاجتماعي.

  7. 4-العمل على تطوير النفس :
  8.  البحث عن الهوايات والأنشطة التي تعزز الشعور بالانجاز والتحسين المستمرمثل تعلم مهارة من المهارات مثل البرمجة، والكتابة السريعة علي الكيبورد ،وتعلم اللغات .



3-السعادة مع الدوبامين


في ظل وسائل التواصل الاجتماعي،إنتقلانا إلي عالم ممتلئ بالمتع السريعة.حيث  يتوافركلما هو سريع وفوري وبالتالي  يعزز هذا العالم إفراز الدوبامين بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تغييرات  واختلافات في توازن الكيمياء الدماغية وقد يؤثر على قدرتنا على الشعور بالسعادة والرضا بعد فعل الأشياء .


تفاعلنا المستمر مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تحفيز مستويات مرتفعة من الدوبامين بشكل متكرر، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشكلة ويصبح العقل  أقل حساسية للمكافآت والمتع البسيطة، مما يجعلنا نسعى لمزيد من التحفيزات القوية لتحقيق نفس الشعور بالسعادة والرضا.


يشير الكتاب إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تطور الإدمان على الدوبامين وتأثيرات سلبية أخرى على صحتنا الجسدية. لمواجهة هذه التحديات، يقترح الكتاب تبني استراتيجيات للتعامل مع التأثيرات السلبية للدوبامين المفرط وتعزيز صحتنا الجسدية والعقلية .

بعض الاستراتيجيات المقترحة تشمل الحد من استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، تعزيز العلاقات الإنسانية الحقيقية، ممارسة الرياضة والأنشطة الجسدية، وتطوير الذات والصلاة.


4-مصادر جديدة الدوبامين


لم يعد الأمر كما في السابق الحصول علي دفعة من الدوبامين من قراءة كتاب أو ممارسة الرياضة ولكن  أصبح يتواجد بعض المصادر الأخري للحصول علي الدوبامين مثل استخدام وسائل التواصل الإجتماعي ومتابعة المباريات ولكن مع الانتشار السريع لتلك الوسائل أصبح يتواجد بعض المشاكل التي تؤثر بالسلب علي المستوي الجسدي والعقلي ،ولمعالجة هذه التأثيرات السلبية، ينصح الكتاب بتطبيق استراتيجيات مختلفة للتعامل مع الإدمان على الدوبامين. تشمل هذه الاستراتيجيات وضع حدود لاستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وإعطاء الأولوية للتفاعلات الوجهية وتحسين العلاقات الشخصية.


5-أرجوحة اللذة والندم 


المخ البشري في غاية التعقيد..والعلم التجربيى ما ظال في أول طريق فهمه بشكل كامل ومن العلماء المختصين من يقول أنه لوكان فهم المخ البشري عبارة عن مسافة طولها ميل فنحن لم نقطع من المسافة سوي خطوات قليلة وكما ذكرنا أن الدوبامين هو المسئول عن الشعور بالسعا دة ة  والرضا فهو رئسيى لدفعك للفعل ..حتي لو كنت تشعر بالعطش يقوم مخك بإفراز الدوبامين ليقوم بدفعك إلي شرب الماء ..

في إحدي التجارب التي توضح أثار الدوبامين تمت تجربة علي بعض الفئران حيث تم تعطيل مستقبلات الدوبامين داخل أدمغة  الفئران وبالتالي انقطعت الرغبة لفعل أي شئ حتي وهي جائعة لم تعد تشعر بالجوع والطعام موجود أمامها وإن تركت ماتت جوعا ولكن عند وضع الطعام في أفواه هذه الفئران كانت تمضع الطعام وتبتلعه دون حدوث أي مشكلة ....لكنها لاتبادر بنفسها ألي الطعام ..

فالدوبامين هو المسئول عن السعي الي السعادة وليس السعادة نفسها، فالدوبامين يوجد عندك الرغبة في القيام بالفعل المتوقع أن يسعدك أويعطيك السعادة واللذة.،وجسم الإنسان يحب البقاء في حالة من التوزان ولا يحب حالة الفوضي فأعضاء الجسم جميعا تعمل في حالة اتزان فأحد الأمثلة علي ذلك عندما ترتفع درجة الحرارة يفرز الجسم العرق ليلطف من درجة حرارتك.

فالمخ كذلك يسعي للبقاء إلي حالة الأتزان بين المتعة والألم مثل تماما الأرجوحة فعندما تضعط جهة المتعة بأحد السلوكيات أوالمواد الإدمانية تميل الأجورحة جهة المتعة وتفقد حالة الأتزان ، فيطلق المخ وحوش الألم ليحق  من جديد هذا التوزان ولكن هذه الوحوش لاتغادر بالسهولة الا بعد فترة من الإنقطاع التام وبالتالي يعود التوزان ولكن بعد الشعور بالقلق والإكتئاب وهذا مجرد مثال للتبسيط وليس مثال علمي،فعند فقد التوزان نفقد الحافز إلي العمل والدراسة وممارسة الرياضة/ وبالتالي تأخذ كل أمور الحياة في منحي سلبي ومتدهور ..

ولكن السؤال هنا هل العقل  يفرز الوحوش الصغيرة لكي يحقق التوزان عندما تفعل الأشياء التي يتواجد في المتعة البسيطة 
لا بالطبع فمن الصعب أن يدمن الشخص أكل المنزل علي الطعام السريع والسبب في هذا أن كل الأمور الطبيعة الممتعة التي يفعلها الإنسان غير متواجدة بكثرة مما يجعلها تصل إلي حد الإدمان .....فأكل البيت يحتاج إلي الوقت والجهد حتي يتم إعداد الطعام بخلاف الطعام السريع من المطاعم والمحلات ...


كتاب أمة الدوبامين

6-الإدمان في عالم الدوبامين

تناقش الدكتورة آنا  مفهوم الإدمان على الدوبامين والتأثيرات السلبية  والنتائج المترتبة على الاستهلاك المفرط للمكافآت التي تحفز الدوبامين.حيث  يتناول الكتاب أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ بشكل متكرر...


تكمن المشكلة في أن الدماغ يتأقلم مع مستويات الدوبامين المرتفعة، مما يجعلنا أقل حساسية للمكافآت الأصغر والأنشطة البسيطة ويؤدي الإدمان على الدوبامين إلى العديد من التأثيرات السلبية على الصحة الجسدية. يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب، إلى جانب تقليل القدرة على التركيز واتخاذ قرارات سليمة....ولمعالجة هذه التأثيرات السلبية، ينصح الكتاب بتطبيق استراتيجيات مختلفة للتعامل مع الإدمان على الدوبامين. تشمل هذه الاستراتيجيات تحديد وإدراك التحفيزات المسببة للإدمان، ووضع حدود لاستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وإعطاء الأولوية للتفاعلات الوجهية وتحسين العلاقات الشخصية.


يفيد الكتاب أيضًا بأهمية تنمية مهارات التعامل مع التوتر والضغوط النفسية، مثل التنفس العميق والصلاة، حيث يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في تقليل مستويات القلق  من المهم أيضًا أن نقوم بتنويع مصادر السعادة والرضا عن طريق المشاركة في الأنشطة المختلفة مثل العمل علي تطويرالذات واستغلال الوقت في شئ نافع ، كما يتعن علينا ضروة خلق روتين صحي  يتضمن ممارسة التمارين الرياضية والتغذية المتوازنة..


7-صوم الدوبامين والألم النافع


 في حالة الإدمان الشديد مثل( إدما ن الفيسبوك ،أوإدمان الألعاب الإلكترونية )الحل هنا يكون بالإمنتاع التام عن ذلك الشئ لمدة تصل إلي حدود الشهر،في بداية الأمرستشعر بالمقاومة والرغبة  في الرجوع من جديد وهو ما يسمي بالأعراض الإنساحبية للإدمان ولكن بعد فترة من الزمن لن تشعر بهذا الألم من جديد وفي هذه الحالة لايصح البدء بالتدريج بل يلزم الإنقطاع التام لأن التدريج  ليس فعال سوي في اكتساب المهارات مثل عادة القراءة أو ممارية الرياضة 

وفي الحديث الصحيح أن رجلا قال : يا رسول الله أحدنا يذنب الذنب ..قال يكتب عليه.قال ثمًّ يستغفر ويتوب .قال :يغفرله ويتاب عليه قال ثم يعود فيذنب قاليكتب عليه قال ثم يستغفر ويتوب قال يغفرله ويتاب عليه ولا يمل الله  حتي تملوا..

فمثلا لوعندنا اثنين مدخنين فلان وعلان كل منها تعود عل ي شرب 10سجائر خلال اليوم فلان اتبع فطرةن التريد وقالل سيشرب 5 شجائر فقط في اليوم وهكذا إلي حد الإنقطاع بينما علان قرر التوقف التام ما الذي سبحدث لعلان أنه سيواجه العقبات في البجاية ولكن سيصل إلي حد الإنقطالع بسكل أسرع طالما أفكيرة التوبه موجودة ....فليس من الضعف تدخين سيجارة كاملة لا يعني أن يقوم الشخص بشراء العلبة كاملة كما يفعل من يحاولون التوقف عن التدخين.

فلان الذي اتبع فكرة التدريج لن يستطيع الإلتزم بعدد السجائر الذي وضعه لنفسه..والسبب بسيط هنا أن وجود علبة السجائسر بحد ذاتها دافع جديد الي عدم التوقف عن التعاطي في ظمل الضغوط التي يمر بها حلال اليوم فضلا علي أن ما يقوم به من الأشياء المحرمة شرعا كذلك الأمر في من يشاهد الأفلام الإباحية لا يصح فكرة  التدريج بل عليه بالإنقطاع التام ..
فمن خلال ذلك لوكان السلوك فيه حرمة شرعية لا بد من الإنقطاع التام أما إذا كان السلوك ليس فيه حرمة شرعية  مثل لعب ألعاب الفيديو وتصفح وسائسل التواصل الإجتماعي  فنحتاج هنا  إلي تنننظيم الإستهلاك عن طريق وضع جدول يضبط حدود الإستخدام والإستهلاك .

8-خاتمة 

تكاد تنحصركل خيارات الإنسان بين خيارين راحة ولذة قريبة مع ألم ومشقة لاحقة وبين ألم ومشقة قريبة ،مع راحة ولذة لاحقة ..فلوترك الإنسان بفسه لمزاجه وأهوائه سيختار الراحة القريبة دائما.....فالدنيا لن تخلومن المشقة والألم علي أي حال لكن أنت من يختار بين المشقة السعي ومشقة التعايش مع الفشل تختار بين مشقة البناء ومشقة الحياة وسط الحطام والركام هذا لا يعني أنهما متماثلان.

الأول مشقة البناء والسعي نحوالنجاح يصحبها في البداية أمل وفرح بكل تقدم مع وجود النفع المسمتمر العائد علي الإنسان في كل لحظة تقدم فطريق الألف ميل يبدأ دائما بخطوة ..بينما مشقة التعايش مع الفشل يصحبها قلق دائم وحزن واكتئاب.
الثاني أنت من يختار الواجهة التي سيصل إليها في النهاية أي أنت من تختار زيادة المشقة وتختار متي تسترتح بمعني أنك الذي تتحكم في كل قرارات حياتك بينما المسار الأخر ألا وهو الإدمان أنت لا تملك حرية الأختيار فالمسار مغلق دائما لأنك لاتتحكم في جوانب حياتك .
الثالث مشقة السعي للنجاح ستقود للسعادة الدائمة بينما التعايش مع الفشل وكل أنواع الإدمان سيقودك في النهايو الي حالة من الشقاء في لدنيا والأخرة .


google-playkhamsatmostaqltradent