المبدع الكبير جابر بن حيان
يُعدّ جابر بن حيان، المُلقّب بأبي الكيمياء، أحد أهمّ علماء العرب والمسلمين في العصر الذهبي الإسلامي. حيث تتميّز إسهاماته الجليلة في مجال الكيمياء، ووضع أسس علم الكيمياء التجريبية، ممّا أكسبه مكانة مرموقة في تاريخ العلم وقام بالكثير من المجهدات العظيمة التي غيرت مجري علم الكمياء في ذلك الوقت.
 |
| جابر بن حيان رائد الكيمياء |
من هو جابر بن حيان؟
جابر بن حيان مغيرأصول علوم الكمياء هو عالم عربي مسلم عاش خلال فترة العصر الذهبي الإسلامي، وكما يُعدّ رائد علم الكيمياء الحديثة وأبو الكيمياء التجريبية.وتتميّز إسهاماته الجليلة في تطوّر علم الكيمياء، ووضع أسسه العلمية، ممّا أكسبه مكانة مرموقة في تاريخ العلم.
نشأة جابر بن حيان
ولد أبو موسى جابر بن حيان الكوفي في العام الثاني بعد الهجرة 102،والعشرين بعد السبعمائة أي من 721إلي815 ميلادية في مدينة طوس في بلاد فارس وينتمي إلي أصول عربية ويدعي والده عبدالله بن حيان "الذي هاجر من الشام إلي مدينة طوس خاصة بعد إحتدام الفتن وتقلب الأحوال الإقتصادية وإفتتح دكاناً للعطارة يبيع فيها مختلف أنواع العطورأوالأعشاب المختلفة التي كانت تساعد في علاج الكثير من الأشخاص في ذلك الوقت.
ولاحظ والده عبدالله بن حيان في ابنه جابر إختلاف ملحوظا عن أقرانه حيث كان يميل إلى العزلة والتأمل والتفكير بهدوء وكان يقوم بسؤال والده عن الكثير من أسباب الظواهر الطبيعية المختلفة وكان يجيبه والده عما يعرفه عن علم النباتات والزهور والأعشاب المختلفة.
وبعد تأسيس الحكم العباسي انتقل الى العيش في مدينه بغداد ونال جابر بن حيان تعليمه على يد كبار العلماء في عصره، ممّا أهّله ليكون عالماً موسوعياً،ويعود له الفضل في تأسيس علم الكيمياء التجريبية واكتشاف كثير من المواد الكيميائية والعناصر مثل عنصر الزرنيخ.
واهتم جابر بن حيان من صغره بدراسه الظواهر الخاصة بالطبيعة في مختلف العلوم مثل علم النباتات والعقاقير وإهتم جابر بن حيان بدراسه العديد من انواع العلوم ويعتبر من أول العلماء الذين اهتموا بعلم الكيمياء واكتشف كثير من العناصر الكيميائية.
بداية وتعليم جابر بن حيان
مع العام الثاني والثلاثين بعد المائة الأولي للهجرة أي عام 132 كان قد وصل جابر إلي عمر الثلاثين وكانت الحرب قد إنتهت وغربت شمس الدولة الأموية وبدأت شمس الدولة العباسية في الظهور وإنتقلت العاصمة من دمشق إل مدينة الأنبار بالكوفة في مدينة العراق.
حيث يسكن جابر بن حيان وبذلك فتح الباب لدى جابر إلي الإختلاط بالكثير من العلماء في عصره مثل لقائه مع جعفر الصادق حيث أخذ جابر الكثير من المعارف الكيميائية التي إغترفها الإمام جعفر الصادق من علم الكيمياء وأخبره الإمام بضرورة مواصلة طلب العلم.
كان لدي جابر بن حيان تعليم متقدم في الفلسفة والطب والرياضيات، حيث استفاد من التراث الإغريقي والهندي ووظفه في خدمة العلوم،وأسهم جابر بن حيان بشكل كبير في تطوير مفاهيم الكيمياء.
تعرف علي ملخص كتاب لكنود
كما إبتكر أساليب التقطير واكتشف العديد من المركبات الكيميائية، بما في ذلك حمض الكبريتيك وحمض النيتريك. كما ساهم في فهم العمليات الكيميائية وتحويل المواد،وقدم جابر بن حيان العديد من الكتب والمؤلفات في مجالات متعددة. ومن أبرز أعماله "الإتقان " الذي كان له أثر كبير في تطور علم الكيمياء.
العالم الشاب جابر بن حيان
أراد جابرأن يضمن لنفسه وأهله الحياة الكريمة فحرص علي فتح حانوتأ لبيع العطارة وقد كان أهل الصنعة الذين يعملون في الكيمياء هم الذين يشتغلون بالعطارة ،وهكذا كان يقضي جابر طوال نهاره في حانوت العطارة يبيع ويشتري وعند دخول الليل يبدأ في الجلوس على أورقه ويغرق في أعماق الكتب
وبعد أن قام بترتيب خيانه قرى أن يتفرغ للعلن وأنشي معملا خاصا للكيمياء وقام بتجهيز المعمل بالأدوات المتاحة في عصره وهكذا إستمرت حياة جابر في التعلم والتجريب المستمر.
تأثيرجابر بن حيان على الطب
كان لجابر بن حيان أثر ملحوظ في مجال الطب أيضًا فقام بترجمة مئات الكتب الطبية من اليونانية إلى العربية، مما أسهم في تقدم علم الطب وانتشار المعرفة الطبية في العالم الإسلامي،ولم يكن إرث جابر بن حيان محدودًا بعصره فقط، بل استمر في التأثير على العلماء والكيميائيين لعدة قرون،وكان له دور كبير في نهضة العلوم في أوروبا الوسطى خلال العصور الوسطى.
إنجازات جابر بن حيان في علم الكيمياء
اكتشف جابر بن حيان العديد من المواد الكيميائية حيث اكتشف جابر بن حيان العديد من المواد الكيميائية الهامة، مثل وحمض الهيدروكلوريك والماء الملكي،وإختراع العديد من الأدوات الكيميائية التي لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا، مثل المبخرة والأنبيق.
أول من وضع إسما للعناصر القلويّة، وهي عن عناصر فلزيّة نشطة أثناء التفاعل الكيميائي التفاعل،وقام بوضع بعض التفاعلات لتلك المواد.
أول من قام بتحضيرسبيكة الفولاذ وهي عبارة عن إتحاد عنصر الحديد مع عنصرالكربون وتدخل تلك السبيكة في العديد من الصناعات الحديثة لأنها أكثر قابلية لعمليات الطرق والسحب، ويدخل في العديد من الصناعات.
استخدم بعض العناصر الكيميائية في تصنيع الزجاج مثل ثاني أكسيد المنغنيز،وقام بصنّع طلاء يمنع تسّرب الماء،وأول من قام باستخدم الميزان لتحديد كميّات المواد المختلفة والمستخدمة في التفاعلات الكيميائيّة.قام بتعريف الاحتراق أنه عبارة عن تفاعل كيميائي ينتج عنه إطلاق بعض الغازات في الجو مثل الكبريت وغيرها من المواد ،وصنّع حبراً مضيئاً من أجل قراءة المخطوطات في أناءالظلام.
وهكذا أيضاً صنّع جابر بن حيان نوع من أنواع الدهانات التي تساعد علي منع صدأ الحديد كما إكتشف بعض الأحماض التي يعتمد عليها في كثير من التفاعلات إلي اليوم وهي حمض المبريتم بجانب حمض الهيدروليك.
تأثير جابر بن حيان على علم الكيمياء
أُعتبر جابر بن حيان رائد علم الكيمياء الحديثة، ولعب دورًا هامًا في تطوّر هذا العلم. أثرت أعماله على علماء الكيمياء في أوروبا والعالم، ممّا ساهم في تقدّم علم الكيمياء بشكل كبير.وقام بوضع أسس علم الكيمياء التجريبية حيث وضع جابر بن حيان أهمية كبيرة للتجارب العملية في علم الكيمياء، ووضع أسس علم الكيمياء التجريبية، ممّا ميّزه عن علماء عصره.
تأليف العديد من الكتب في علم الكيمياء حيث ألّف جابر بن حيان أكثر من 200 كتاب في علم الكيمياء، تُرجمت إلى العديد من اللغات، ولا تزال مرجعاً هاماً للعلماء حتى يومنا هذا.
أهم مؤلفات جابر بن حيان
جابر بن حيان العالم الكبير والكيميائي البارع الذي سطعت شمس إبداعه في سماء العلوم. يُعتبر جابر بن حيان واحدًا من أعظم علماء العرب في العصور الوسطى، وقد ترك إرثًا لا يُضاهى في مجال الكيمياء والطب.
ومن أهم الكتب التي قام بتأليفها هي" كتاب الإتقان" بالإضافة إلى كتاب" رسالة الاقران" اللذان قد ترجما إلي اللغة اللاتينية في القرن الثالث عشر الميلادي وقد كان لهما الأقر الأمبر في رسم المنهج التجريبي في أوربا خلال العصور الوسطى لكثير من العلماء أمثال "نيوتن" و"جاليليو" بالإضافة إلى برستلي والتون وغيرهم من العلماء .
ولا تنسي أيضاً بعض الكتب الإضافية لدى جابر بن حيان التي صنعت الكثير منها الأتي
- كتاب الخواص الكبير.
- كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل.
- كتاب السر المكنون .
- كتاب إسطقس الأس الثاني.
- كتاب السموم ودفع مضارها.
ويُعدّ التركيز على الجانب العملي والتجريبي في علم جابر بن حيان أحد أهمّ ما يُميّزه عن علماء عصره. فقد اهتمّ بإجراء التجارب العملية لاختبار الفرضيات، ممّا ساهم في تقدّم علم الكيمياء بشكل كبير.
كماربط علم جابر بن حيان بالتطبيقات العملية في مجالات مختلفة، مثل الطب والصيدلة والهندسة كما لعب جابر بن حيان دورًا هامًا في نشر العلم والمعرفة في الحضارة العربية الإسلامية. كما أثرت أعماله على علماء الكيمياء في أوروبا والعالم، ممّا ساهم في تقدّم علم الكيمياء بشكل كبير.
أقوال جابر بن حيان
كان جابر بن حيان يقول دائما أنه "من كان دوءبا كان عالما حقا ولم يكن دوءبا لم يكن عالماً وعليك بالدؤبة في جميع الصنايع.إن الصانع الدرب يحذق، وغير الدرب يعطل"
"إن كل نظرية تحتمل التصديق والتكذيب لا يصح الأخذ بها إلا مع الدليل القاطع "
ويلخّص المنهج التجريبيّ في علم الكيمياء عند جابر بن حيّان
- علي صاحب التجربة العلمية أن يعرف ما هي علة قيامه بالتجربة التي يجربها .
- صاحب التجربة العلمية يجب أن يفهم الإرشادات جيدا ويتجنب كل ما هو عقيم أو مستحيل.
- لديه الوقت الكافي الذي يمكنه من إجراء التجارب العلمية مع التحلي بالصبر والسعي وألا تخدعه الظواهر وبالتالي يسرع في الوصول إلى النتائج.
في الختام
يظل جابر بن حيان شخصية ملهمة ومبدعة، رسمت مسارًا للعلم والمعرفة في عصوره حيث إستطاع بتفانيه واجتهاده أن يرتقي بالعلم العربي ويسهم في بناء أسس الكيمياء الحديثة. وبواقع الحال إن إرثه ما يظل حيًا، ملهمًا للأجيال الحديثة لاستكشاف أعماق العلم والتفوق في ميادين البحث والابتكار.
إضافة إلى ذلك يعد جابر بن حيان رمزاً للعلم والمعرفة في الحضارة العربية الإسلامية. وتتميّز بإنجازاته الرائدة في علم الكيمياء، ووضع أسس علم الكيمياء التجريبية، ممّا أكسبه مكانة مرموقة في تاريخ العلم.